::: در حال بارگیری لطفا صبر کنید :::

نام کاربري : پسورد : يا عضويت | رمز عبور را فراموش کردم


تعداد بازدید : 109
نویسنده پیام
admin-amirreza
آفلاین



ارسال‌ها: 36
عضویت: 24 /10 /1392
شناسه یاهو:
تشکر شده: 2
امام علی علیه السلام فرمود:
ومن خطبة له عليه السلاميذكر فيها ابتداءَ خلق السماءِ والاََرض، وخلق آدم عليه الصلاة والسلام[وفيها ذكر الحج] [وتحتوي على حمد الله، وخلق العالم، وخلق الملائكة، واختيار الاَنبياء، ومبعث النبي، والقرآن، والاَحكام الشرعية:]الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِقَبِقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَبِالصُّخُورِ مَيَدَانَأَرْضِهِأَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الاِِْخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الاِِْخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّها غَيْرُ المَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ،فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ،وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَد جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ،[وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أشَارَ إِلَيْهِ،] وَمَنْ أشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ قَالَ: «فِيمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ: «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ.كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ، مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُقَارَنَةٍ، وَغَيْرُ كُلِّ شيءٍ لا بِمُزَايَلَةٍ فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالاَْلةِ، بَصِيرٌ إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بهِ وَلاَ يَسْتوْحِشُ لِفَقْدِهِ. [خلق العالم] أَنْشَأَ الخَلْقَ إنْشَاءً، وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً، بِلاَ رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا وَلاَ تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا، وَلاَ حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا، وَلاَ هَمَامَةِ نَفْسٍاظْطَرَبَ فِيهَا. أَحَالَ الاَْشياءَ لاََِوْقَاتِهَا، وَلاَََمَبَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا، وَغَرَّزَ غَرائِزَهَا وَأَلزَمَهَا أشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانْتِهَائِهَا، عَارفاً بِقَرَائِنِهاوَأَحْنَائِهَاثُمَّ أَنْشَأَ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَتْقَ الاََْجْوَاءِ، وَشَقَّ الاََْرْجَاءِ، وَسَكَائِكَالَهوَاءِ، فأَجازَ فِيهَا مَاءً مُتَلاطِماً تَيَّارُهُ مُتَراكِماً زَخَّارُهُ حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ، وَالزَّعْزَعِالْقَاصِفَةِ، فَأَمَرَها بِرَدِّهِ، وَسَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ، وَقَرنَهَا إِلَى حَدِّهِ، الهَوَاءُ مِنْ تَحْتِها فَتِيقٌ وَالمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا وَأَدَامَ مُرَبَّهَا وَأَعْصَفَ مَجْرَاها، وَأَبْعَدَ مَنْشَاهَا، فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ المَاءِالزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ البِحَارِ،فَمَخَضَتْهُباً مَخْضَ السِّقَاءِ، وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالفَضَاءِ، تَرُدُّ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهُعَلَى مَائِرِهِ حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ فَرَفَعَهُ فِي هَوَاءٍ مُنْفَتِقٍ، وَجَوٍّ مُنْفَهِقٍ فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَموَاتٍ، جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً وَعُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً، وَسَمْكاً مَرْفُوعاً، بِغَيْر عَمَدٍ يَدْعَمُهَا، وَلا دِسَارٍيَنْظِمُها. ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزينَةِ الكَوَاكِبِ، وَضِياءِ الثَّوَاقِبِ وَأَجْرَى فِيها سِرَاجاً مُسْتَطِيراًاً، وَقَمَراً مُنِيراً: في فَلَكٍ دَائِرٍ، وَسَقْفٍ سَائِرٍ، وَرَقِيمٍمَائِرٍ. [خلق الملائكة]ثُمَّ فَتَقَ مَا بَيْنَ السَّمواتِ العُلاَ، فَمَلاَََهُنَّ أَطْواراً مِنْ مَلائِكَتِهِ: مِنْهُمْ سُجُودٌ لاَيَرْكَعُونَ، وَرُكُوعٌ لاَ يَنْتَصِبُونَ، وَصَافُّونَلاَ يَتَزَايَلُونَ وَمُسَبِّحُونَ لاَ يَسْأَمُونَ، لاَ يَغْشَاهُمْ نَوْمُ العُيُونِ، وَلاَ سَهْوُ العُقُولِ، وَلاَ فَتْرَةُ الاََبْدَانِ، ولاَ غَفْلَةُ النِّسْيَانِ. وَمِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْيِهِ، وأَلسِنَةٌ إِلَى رُسُلِهِ، وَمُخْتَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَأَمْرهِ. وَمِنْهُمُ الحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ، وَالسَّدَنَةُلاََِبْوَابِ جِنَانِهِ. وَمِنْهُمُ الثَّابِتَةُ في الاََْرَضِينَ السُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ، وَالمَارِقَةُ مِنَ السَّماءِ العُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ، والخَارجَةُ مِنَ الاََْقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ، وَالمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ العَرْشِ أَكْتَافُهُمْ، نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصارُهُمْ، مُتَلَفِّعُونَتَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ، مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مِنْ دُونَهُمْ حُجُبُ العِزَّةِ، وَأسْتَارُ القُدْرَةِ، لاَ يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بالتَّصْوِيرِ، وَلاَ يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ المَصْنُوعِينَ، وَلاَ يَحُدُّونَهُ بِالاََْماكِنِ، وَلاَ يُشِيرُونَ إِلَيْهِبِالنَّظَائِرِ.منها: في صفة خلق آدم عليه السلامثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِالاََْرْضِ وَسَهْلِهَا، وَعَذْبِهَا وَسَبَخِهَا تُرْبَةً سَنَّهَا بالمَاءِحَتَّى خَلَصَتْ، وَلاَطَهَابِالبَلَّةِحَتَّى لَزَبَتْ فَجَبَلَ مِنْها صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍوَوُصُولٍ، وَأَعْضَاءٍ وَفُصُولٍ: أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ، وَأَصْلَدَهَاحَتَّى صَلْصَلَتْ لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ، وَأجَلٍ مَعْلُومٍثُمَّ نَفَخَ فِيها مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْإِنْساناً ذَا أَذْهَانٍ يُجيلُهَا، وَفِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا، وَجَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا وَأَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا، وَمَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، والاََذْوَاقِ والَمشَامِّ، وَالاََْلوَانِ وَالاََْجْنَاس، مَعْجُوناً بطِينَةِ الاََْلوَانِ الُمخْتَلِفَةِ، وَالاََشْبَاهِ المُؤْتَلِفَةِ، وَالاََْضْدَادِ المُتَعَادِيَةِ، والاََْخْلاطِ المُتَبَايِنَةِ، مِنَ الحَرِّ والبَرْدِ، وَالبَلَّةِ وَالْجُمُودِ، وَالْمَساءَةِ وَالسُّرُورِ، وَاسْتَأْدَى اللهُ سُبْحَانَهُ المَلائكَةَ وَدِيعَتَهُ لَدَيْهِمْ، وَعَهْدَ وَصِيَّتِهِ إِلَيْهمْ، في الاِِْذْعَانِ بالسُّجُودِ لَهُ، وَالخُنُوعِ لِتَكْرِمَتِهِ،فَقَالَ عزَّمِن قائِلٍ: وَقَبِيلَهُ، اعْتَرَتْهُمُ الحَمِيَّةُ، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِمُ الشِّقْوَةُ، وَتَعَزَّزُوا بِخِلْقَةِ النَّارِ، وَاسْتَوْهَنُوا خَلْقَ الصَّلْصَالِ، فَأَعْطَاهُ اللهُ تَعالَى النَّظِرَةَ اسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ، وَاسْتِتْماماً لِلْبَلِيَّةِ، وَإِنْجَازاً لِلْعِدَةِ، فَقَالَ: . ثُمَّ أَسْكَنَ سُبْحَانَهُ آدَمَ دَاراً أرْغَدَ فِيهَاعَيْشَهُ، وَآمَنَ فِيهَا مَحَلَّتَهُ، وَحَذَّرَهُ إِبْلِيسَ وَعَدَاوَتَهُ، فَاغْتَرَّهُعَدُوُّهُ نَفَاسَةً عَلَيْهِ بِدَارِ الْمُقَامِ، وَمُرَافَقَةِ الاََْبْرَارِ، فَبَاعَ الْيَقِينَ بِشَكِّهِ، وَالعَزِيمَةَ بِوَهْنِهِ، وَاسْتَبْدَلَ بِالْجَذَلِوَجَلاً وَبِالاِْغْتِرَارِنَدَماً. ثُمَّ بَسَطَ اللهُ سُبْحَانَهُ لَهُ في تَوْبَتِهِ، وَلَقَّاهُ كَلِمَةَ رَحْمَتِهِ، وَوَعَدَهُ المَرَدَّ إِلَى جَنَّتِهِ، فَأَهْبَطَهُ إِلَى دَارِ الَبَلِيَّةِ، وَتَنَاسُلِ الذُّرِّيَّةِ. [اختيار الاَنبياء]وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبيَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ وَعَلَى تَبْليغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ، فَجَهِلُوا حَقَّهُ، واتَّخَذُوا الاََْنْدَادَمَعَهُ، وَاجْتَالَتْهُمُالشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرفَتِهِ، وَاقتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ، فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْمِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ:مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ، وَمِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ، وَمَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ، وَآجَالٍ تُفْنِيهمْ، وَأَوْصَابٍتُهْرِمُهُمْ، وَأَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُخْلِ اللهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ كِتَابٍ مُنْزَلٍ، أَوْ حُجَّةٍ لاَزِمَةٍ، أَوْ مَحَجَّةٍقَائِمَةٍ، رُسُلٌ لا تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ، وَلاَ كَثْرَةُ المُكَذِّبِينَ لَهُمْ: مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ، أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ.عَلَى ذْلِكَ نَسَلَتِالقُرُونُ، وَمَضَتِ الدُّهُورُ، وَسَلَفَتِ الاَْباءُ، وَخَلَفَتِالاََْبْنَاءُ. [مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ] إِلَى أَنْ بَعَثَ اللهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله لاِِِنْجَازِ عِدَتِهِوَتَمامِ نُبُوَّتِهِ، مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ، مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلادُهُ. وَأهْلُ الاََْرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وَأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ، وَطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ، بَيْنَ مُشَبِّهٍ للهِِ بِخَلْقِهِ، أَوْ مُلْحِدٍفي اسْمِهِ، أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرهِ، فَهَدَاهُمْ بهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَأَنْقَذَهُمْ بمَكانِهِ مِنَ الجَهَالَةِ.ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لُِمحَمَّدٍصلىاللهعليه لِقَاءَهُ، وَرَضِيَلَهُ مَا عِنْدَهُ، فَأَكْرَمَهُ عَنْ دَارِالدُّنْيَا، وَرَغِبَ بِهَ عَنْ مُقَارَنَةِ البَلْوَى، فَقَبَضَهُإِلَيْهِ كَرِيماً، وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الاََْنْبيَاءُ في أُمَمِها، إذْ لَم يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً، بِغَيْر طَريقٍ واضِحٍ، ولاَعَلَمٍضچ قَائِمٍ. [القرآن والاَحكام الشرعية] كِتَابَ رَبِّكُمْ [فِيكُمْ:] مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ، وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُمُفَسِّراً جُمَلَهُ، وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ. بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ، وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ في جَهْلِهِ وَبَيْنَ مُثْبَتٍ في الكِتابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُومٍ في السُّنَّهِ نَسْخُهُ، وَوَاجبٍ في السُّنَّةِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ في الكِتابِ تَرْكُهُ، وَبَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ، وَزَائِلٍ في مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ، مِنْ كَبيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ، أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُغُفْرَانَهُ، وَبَيْنَ مَقْبُولٍ في أَدْنَاهُ، ومُوَسَّعٍ في أَقْصَاهُ.و[منها:] في ذكر الحجوَفَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الحَرَامِ، الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلاََْنَامِ، يَرِدُونَهُ وُرُودَ الاََنْعَامِ، وَيأْلَهُونَ إِلَيْهِوُلُوهَ الحَمَامِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَةً لِتَوَاضُعِهمْ لِعَظَمَتِهِ، وَإِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ، وَاخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ، وَصَدَّقُوا كَلِمَتِهُ، وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ، وَتَشَبَّهُوا بمَلاَئِكَتِهِ المُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ، يُحْرِزُونَ الاَْرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ، وَيَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ لِلاِِسْلامِ عَلَماً، وَلِلْعَائِذِينَ حَرَماً، فَرَضَ حَجَّهُ، وَأَوْجَبَ حَقَّهُ، وَكَتَبَ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: . ومن خطبة له عليه السلاميذكر فيها ابتداءَ خلق السماءِ والاََرض، وخلق آدم عليه الصلاة والسلام[وفيها ذكر الحج] [وتحتوي على حمد الله، وخلق العالم، وخلق الملائكة، واختيار الاَنبياء، ومبعث النبي، والقرآن، والاَحكام الشرعية:]الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِقَبِقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَبِالصُّخُورِ مَيَدَانَأَرْضِهِأَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الاِِْخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الاِِْخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّها غَيْرُ المَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ،فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ،وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَد جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ،[وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أشَارَ إِلَيْهِ،] وَمَنْ أشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ قَالَ: «فِيمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ: «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ.كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ، مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُقَارَنَةٍ، وَغَيْرُ كُلِّ شيءٍ لا بِمُزَايَلَةٍ فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالاَْلةِ، بَصِيرٌ إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بهِ وَلاَ يَسْتوْحِشُ لِفَقْدِهِ. [خلق العالم] أَنْشَأَ الخَلْقَ إنْشَاءً، وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً، بِلاَ رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا وَلاَ تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا، وَلاَ حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا، وَلاَ هَمَامَةِ نَفْسٍاظْطَرَبَ فِيهَا. أَحَالَ الاَْشياءَ لاََِوْقَاتِهَا، وَلاَََمَبَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا، وَغَرَّزَ غَرائِزَهَا وَأَلزَمَهَا أشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانْتِهَائِهَا، عَارفاً بِقَرَائِنِهاوَأَحْنَائِهَاثُمَّ أَنْشَأَ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَتْقَ الاََْجْوَاءِ، وَشَقَّ الاََْرْجَاءِ، وَسَكَائِكَالَهوَاءِ، فأَجازَ فِيهَا مَاءً مُتَلاطِماً تَيَّارُهُ مُتَراكِماً زَخَّارُهُ حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ، وَالزَّعْزَعِالْقَاصِفَةِ، فَأَمَرَها بِرَدِّهِ، وَسَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ، وَقَرنَهَا إِلَى حَدِّهِ، الهَوَاءُ مِنْ تَحْتِها فَتِيقٌ وَالمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا وَأَدَامَ مُرَبَّهَا وَأَعْصَفَ مَجْرَاها، وَأَبْعَدَ مَنْشَاهَا، فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ المَاءِالزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ البِحَارِ،فَمَخَضَتْهُباً مَخْضَ السِّقَاءِ، وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالفَضَاءِ، تَرُدُّ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهُعَلَى مَائِرِهِ حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ فَرَفَعَهُ فِي هَوَاءٍ مُنْفَتِقٍ، وَجَوٍّ مُنْفَهِقٍ فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَموَاتٍ، جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً وَعُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً، وَسَمْكاً مَرْفُوعاً، بِغَيْر عَمَدٍ يَدْعَمُهَا، وَلا دِسَارٍيَنْظِمُها. ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزينَةِ الكَوَاكِبِ، وَضِياءِ الثَّوَاقِبِ وَأَجْرَى فِيها سِرَاجاً مُسْتَطِيراًاً، وَقَمَراً مُنِيراً: في فَلَكٍ دَائِرٍ، وَسَقْفٍ سَائِرٍ، وَرَقِيمٍمَائِرٍ. [خلق الملائكة]ثُمَّ فَتَقَ مَا بَيْنَ السَّمواتِ العُلاَ، فَمَلاَََهُنَّ أَطْواراً مِنْ مَلائِكَتِهِ: مِنْهُمْ سُجُودٌ لاَيَرْكَعُونَ، وَرُكُوعٌ لاَ يَنْتَصِبُونَ، وَصَافُّونَلاَ يَتَزَايَلُونَ وَمُسَبِّحُونَ لاَ يَسْأَمُونَ، لاَ يَغْشَاهُمْ نَوْمُ العُيُونِ، وَلاَ سَهْوُ العُقُولِ، وَلاَ فَتْرَةُ الاََبْدَانِ، ولاَ غَفْلَةُ النِّسْيَانِ. وَمِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْيِهِ، وأَلسِنَةٌ إِلَى رُسُلِهِ، وَمُخْتَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَأَمْرهِ. وَمِنْهُمُ الحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ، وَالسَّدَنَةُلاََِبْوَابِ جِنَانِهِ. وَمِنْهُمُ الثَّابِتَةُ في الاََْرَضِينَ السُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ، وَالمَارِقَةُ مِنَ السَّماءِ العُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ، والخَارجَةُ مِنَ الاََْقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ، وَالمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ العَرْشِ أَكْتَافُهُمْ، نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصارُهُمْ، مُتَلَفِّعُونَتَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ، مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مِنْ دُونَهُمْ حُجُبُ العِزَّةِ، وَأسْتَارُ القُدْرَةِ، لاَ يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بالتَّصْوِيرِ، وَلاَ يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ المَصْنُوعِينَ، وَلاَ يَحُدُّونَهُ بِالاََْماكِنِ، وَلاَ يُشِيرُونَ إِلَيْهِبِالنَّظَائِرِ.منها: في صفة خلق آدم عليه السلامثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِالاََْرْضِ وَسَهْلِهَا، وَعَذْبِهَا وَسَبَخِهَا تُرْبَةً سَنَّهَا بالمَاءِحَتَّى خَلَصَتْ، وَلاَطَهَابِالبَلَّةِحَتَّى لَزَبَتْ فَجَبَلَ مِنْها صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍوَوُصُولٍ، وَأَعْضَاءٍ وَفُصُولٍ: أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ، وَأَصْلَدَهَاحَتَّى صَلْصَلَتْ لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ، وَأجَلٍ مَعْلُومٍثُمَّ نَفَخَ فِيها مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْإِنْساناً ذَا أَذْهَانٍ يُجيلُهَا، وَفِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا، وَجَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا وَأَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا، وَمَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، والاََذْوَاقِ والَمشَامِّ، وَالاََْلوَانِ وَالاََْجْنَاس، مَعْجُوناً بطِينَةِ الاََْلوَانِ الُمخْتَلِفَةِ، وَالاََشْبَاهِ المُؤْتَلِفَةِ، وَالاََْضْدَادِ المُتَعَادِيَةِ، والاََْخْلاطِ المُتَبَايِنَةِ، مِنَ الحَرِّ والبَرْدِ، وَالبَلَّةِ وَالْجُمُودِ، وَالْمَساءَةِ وَالسُّرُورِ، وَاسْتَأْدَى اللهُ سُبْحَانَهُ المَلائكَةَ وَدِيعَتَهُ لَدَيْهِمْ، وَعَهْدَ وَصِيَّتِهِ إِلَيْهمْ، في الاِِْذْعَانِ بالسُّجُودِ لَهُ، وَالخُنُوعِ لِتَكْرِمَتِهِ،فَقَالَ عزَّمِن قائِلٍ: وَقَبِيلَهُ، اعْتَرَتْهُمُ الحَمِيَّةُ، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِمُ الشِّقْوَةُ، وَتَعَزَّزُوا بِخِلْقَةِ النَّارِ، وَاسْتَوْهَنُوا خَلْقَ الصَّلْصَالِ، فَأَعْطَاهُ اللهُ تَعالَى النَّظِرَةَ اسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ، وَاسْتِتْماماً لِلْبَلِيَّةِ، وَإِنْجَازاً لِلْعِدَةِ، فَقَالَ: . ثُمَّ أَسْكَنَ سُبْحَانَهُ آدَمَ دَاراً أرْغَدَ فِيهَاعَيْشَهُ، وَآمَنَ فِيهَا مَحَلَّتَهُ، وَحَذَّرَهُ إِبْلِيسَ وَعَدَاوَتَهُ، فَاغْتَرَّهُعَدُوُّهُ نَفَاسَةً عَلَيْهِ بِدَارِ الْمُقَامِ، وَمُرَافَقَةِ الاََْبْرَارِ، فَبَاعَ الْيَقِينَ بِشَكِّهِ، وَالعَزِيمَةَ بِوَهْنِهِ، وَاسْتَبْدَلَ بِالْجَذَلِوَجَلاً وَبِالاِْغْتِرَارِنَدَماً. ثُمَّ بَسَطَ اللهُ سُبْحَانَهُ لَهُ في تَوْبَتِهِ، وَلَقَّاهُ كَلِمَةَ رَحْمَتِهِ، وَوَعَدَهُ المَرَدَّ إِلَى جَنَّتِهِ، فَأَهْبَطَهُ إِلَى دَارِ الَبَلِيَّةِ، وَتَنَاسُلِ الذُّرِّيَّةِ. [اختيار الاَنبياء]وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبيَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ وَعَلَى تَبْليغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ، فَجَهِلُوا حَقَّهُ، واتَّخَذُوا الاََْنْدَادَمَعَهُ، وَاجْتَالَتْهُمُالشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرفَتِهِ، وَاقتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ، فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْمِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ:مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ، وَمِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ، وَمَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ، وَآجَالٍ تُفْنِيهمْ، وَأَوْصَابٍتُهْرِمُهُمْ، وَأَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُخْلِ اللهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ كِتَابٍ مُنْزَلٍ، أَوْ حُجَّةٍ لاَزِمَةٍ، أَوْ مَحَجَّةٍقَائِمَةٍ، رُسُلٌ لا تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ، وَلاَ كَثْرَةُ المُكَذِّبِينَ لَهُمْ: مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ، أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ.عَلَى ذْلِكَ نَسَلَتِالقُرُونُ، وَمَضَتِ الدُّهُورُ، وَسَلَفَتِ الاَْباءُ، وَخَلَفَتِالاََْبْنَاءُ. [مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ] إِلَى أَنْ بَعَثَ اللهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله لاِِِنْجَازِ عِدَتِهِوَتَمامِ نُبُوَّتِهِ، مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ، مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلادُهُ. وَأهْلُ الاََْرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وَأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ، وَطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ، بَيْنَ مُشَبِّهٍ للهِِ بِخَلْقِهِ، أَوْ مُلْحِدٍفي اسْمِهِ، أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرهِ، فَهَدَاهُمْ بهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَأَنْقَذَهُمْ بمَكانِهِ مِنَ الجَهَالَةِ.ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لُِمحَمَّدٍصلىاللهعليه لِقَاءَهُ، وَرَضِيَلَهُ مَا عِنْدَهُ، فَأَكْرَمَهُ عَنْ دَارِالدُّنْيَا، وَرَغِبَ بِهَ عَنْ مُقَارَنَةِ البَلْوَى، فَقَبَضَهُإِلَيْهِ كَرِيماً، وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الاََْنْبيَاءُ في أُمَمِها، إذْ لَم يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً، بِغَيْر طَريقٍ واضِحٍ، ولاَعَلَمٍضچ قَائِمٍ. [القرآن والاَحكام الشرعية] كِتَابَ رَبِّكُمْ [فِيكُمْ:] مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ، وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُمُفَسِّراً جُمَلَهُ، وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ. بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ، وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ في جَهْلِهِ وَبَيْنَ مُثْبَتٍ في الكِتابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُومٍ في السُّنَّهِ نَسْخُهُ، وَوَاجبٍ في السُّنَّةِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ في الكِتابِ تَرْكُهُ، وَبَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ، وَزَائِلٍ في مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ، مِنْ كَبيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ، أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُغُفْرَانَهُ، وَبَيْنَ مَقْبُولٍ في أَدْنَاهُ، ومُوَسَّعٍ في أَقْصَاهُ.و[منها:] في ذكر الحجوَفَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الحَرَامِ، الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلاََْنَامِ، يَرِدُونَهُ وُرُودَ الاََنْعَامِ، وَيأْلَهُونَ إِلَيْهِوُلُوهَ الحَمَامِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَةً لِتَوَاضُعِهمْ لِعَظَمَتِهِ، وَإِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ، وَاخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ، وَصَدَّقُوا كَلِمَتِهُ، وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ، وَتَشَبَّهُوا بمَلاَئِكَتِهِ المُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ، يُحْرِزُونَ الاَْرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ، وَيَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ لِلاِِسْلامِ عَلَماً، وَلِلْعَائِذِينَ حَرَماً، فَرَضَ حَجَّهُ، وَأَوْجَبَ حَقَّهُ، وَكَتَبَ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: .
ومن خطبة له عليه السلاميذكر فيها ابتداءَ خلق السماءِ والاََرض، وخلق آدم عليه الصلاة والسلام[وفيها ذكر الحج] [وتحتوي على حمد الله، وخلق العالم، وخلق الملائكة، واختيار الاَنبياء، ومبعث النبي، والقرآن، والاَحكام الشرعية:]الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِقَبِقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَبِالصُّخُورِ مَيَدَانَأَرْضِهِأَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الاِِْخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الاِِْخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّها غَيْرُ المَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ،فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ،وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَد جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ،[وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أشَارَ إِلَيْهِ،] وَمَنْ أشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ قَالَ: «فِيمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ: «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ.كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ، مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُقَارَنَةٍ، وَغَيْرُ كُلِّ شيءٍ لا بِمُزَايَلَةٍ فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالاَْلةِ، بَصِيرٌ إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بهِ وَلاَ يَسْتوْحِشُ لِفَقْدِهِ. [خلق العالم] أَنْشَأَ الخَلْقَ إنْشَاءً، وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً، بِلاَ رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا وَلاَ تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا، وَلاَ حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا، وَلاَ هَمَامَةِ نَفْسٍاظْطَرَبَ فِيهَا. أَحَالَ الاَْشياءَ لاََِوْقَاتِهَا، وَلاَََمَبَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا، وَغَرَّزَ غَرائِزَهَا وَأَلزَمَهَا أشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانْتِهَائِهَا، عَارفاً بِقَرَائِنِهاوَأَحْنَائِهَاثُمَّ أَنْشَأَ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَتْقَ الاََْجْوَاءِ، وَشَقَّ الاََْرْجَاءِ، وَسَكَائِكَالَهوَاءِ، فأَجازَ فِيهَا مَاءً مُتَلاطِماً تَيَّارُهُ مُتَراكِماً زَخَّارُهُ حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ، وَالزَّعْزَعِالْقَاصِفَةِ، فَأَمَرَها بِرَدِّهِ، وَسَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ، وَقَرنَهَا إِلَى حَدِّهِ، الهَوَاءُ مِنْ تَحْتِها فَتِيقٌ وَالمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا وَأَدَامَ مُرَبَّهَا وَأَعْصَفَ مَجْرَاها، وَأَبْعَدَ مَنْشَاهَا، فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ المَاءِالزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ البِحَارِ،فَمَخَضَتْهُباً مَخْضَ السِّقَاءِ، وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالفَضَاءِ، تَرُدُّ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهُعَلَى مَائِرِهِ حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ فَرَفَعَهُ فِي هَوَاءٍ مُنْفَتِقٍ، وَجَوٍّ مُنْفَهِقٍ فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَموَاتٍ، جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً وَعُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً، وَسَمْكاً مَرْفُوعاً، بِغَيْر عَمَدٍ يَدْعَمُهَا، وَلا دِسَارٍيَنْظِمُها. ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزينَةِ الكَوَاكِبِ، وَضِياءِ الثَّوَاقِبِ وَأَجْرَى فِيها سِرَاجاً مُسْتَطِيراًاً، وَقَمَراً مُنِيراً: في فَلَكٍ دَائِرٍ، وَسَقْفٍ سَائِرٍ، وَرَقِيمٍمَائِرٍ. [خلق الملائكة]ثُمَّ فَتَقَ مَا بَيْنَ السَّمواتِ العُلاَ، فَمَلاَََهُنَّ أَطْواراً مِنْ مَلائِكَتِهِ: مِنْهُمْ سُجُودٌ لاَيَرْكَعُونَ، وَرُكُوعٌ لاَ يَنْتَصِبُونَ، وَصَافُّونَلاَ يَتَزَايَلُونَ وَمُسَبِّحُونَ لاَ يَسْأَمُونَ، لاَ يَغْشَاهُمْ نَوْمُ العُيُونِ، وَلاَ سَهْوُ العُقُولِ، وَلاَ فَتْرَةُ الاََبْدَانِ، ولاَ غَفْلَةُ النِّسْيَانِ. وَمِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْيِهِ، وأَلسِنَةٌ إِلَى رُسُلِهِ، وَمُخْتَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَأَمْرهِ. وَمِنْهُمُ الحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ، وَالسَّدَنَةُلاََِبْوَابِ جِنَانِهِ. وَمِنْهُمُ الثَّابِتَةُ في الاََْرَضِينَ السُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ، وَالمَارِقَةُ مِنَ السَّماءِ العُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ، والخَارجَةُ مِنَ الاََْقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ، وَالمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ العَرْشِ أَكْتَافُهُمْ، نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصارُهُمْ، مُتَلَفِّعُونَتَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ، مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مِنْ دُونَهُمْ حُجُبُ العِزَّةِ، وَأسْتَارُ القُدْرَةِ، لاَ يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بالتَّصْوِيرِ، وَلاَ يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ المَصْنُوعِينَ، وَلاَ يَحُدُّونَهُ بِالاََْماكِنِ، وَلاَ يُشِيرُونَ إِلَيْهِبِالنَّظَائِرِ.منها: في صفة خلق آدم عليه السلامثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِالاََْرْضِ وَسَهْلِهَا، وَعَذْبِهَا وَسَبَخِهَا تُرْبَةً سَنَّهَا بالمَاءِحَتَّى خَلَصَتْ، وَلاَطَهَابِالبَلَّةِحَتَّى لَزَبَتْ فَجَبَلَ مِنْها صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍوَوُصُولٍ، وَأَعْضَاءٍ وَفُصُولٍ: أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ، وَأَصْلَدَهَاحَتَّى صَلْصَلَتْ لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ، وَأجَلٍ مَعْلُومٍثُمَّ نَفَخَ فِيها مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْإِنْساناً ذَا أَذْهَانٍ يُجيلُهَا، وَفِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا، وَجَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا وَأَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا، وَمَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، والاََذْوَاقِ والَمشَامِّ، وَالاََْلوَانِ وَالاََْجْنَاس، مَعْجُوناً بطِينَةِ الاََْلوَانِ الُمخْتَلِفَةِ، وَالاََشْبَاهِ المُؤْتَلِفَةِ، وَالاََْضْدَادِ المُتَعَادِيَةِ، والاََْخْلاطِ المُتَبَايِنَةِ، مِنَ الحَرِّ والبَرْدِ، وَالبَلَّةِ وَالْجُمُودِ، وَالْمَساءَةِ وَالسُّرُورِ، وَاسْتَأْدَى اللهُ سُبْحَانَهُ المَلائكَةَ وَدِيعَتَهُ لَدَيْهِمْ، وَعَهْدَ وَصِيَّتِهِ إِلَيْهمْ، في الاِِْذْعَانِ بالسُّجُودِ لَهُ، وَالخُنُوعِ لِتَكْرِمَتِهِ،فَقَالَ عزَّمِن قائِلٍ: وَقَبِيلَهُ، اعْتَرَتْهُمُ الحَمِيَّةُ، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِمُ الشِّقْوَةُ، وَتَعَزَّزُوا بِخِلْقَةِ النَّارِ، وَاسْتَوْهَنُوا خَلْقَ الصَّلْصَالِ، فَأَعْطَاهُ اللهُ تَعالَى النَّظِرَةَ اسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ، وَاسْتِتْماماً لِلْبَلِيَّةِ، وَإِنْجَازاً لِلْعِدَةِ، فَقَالَ: . ثُمَّ أَسْكَنَ سُبْحَانَهُ آدَمَ دَاراً أرْغَدَ فِيهَاعَيْشَهُ، وَآمَنَ فِيهَا مَحَلَّتَهُ، وَحَذَّرَهُ إِبْلِيسَ وَعَدَاوَتَهُ، فَاغْتَرَّهُعَدُوُّهُ نَفَاسَةً عَلَيْهِ بِدَارِ الْمُقَامِ، وَمُرَافَقَةِ الاََْبْرَارِ، فَبَاعَ الْيَقِينَ بِشَكِّهِ، وَالعَزِيمَةَ بِوَهْنِهِ، وَاسْتَبْدَلَ بِالْجَذَلِوَجَلاً وَبِالاِْغْتِرَارِنَدَماً. ثُمَّ بَسَطَ اللهُ سُبْحَانَهُ لَهُ في تَوْبَتِهِ، وَلَقَّاهُ كَلِمَةَ رَحْمَتِهِ، وَوَعَدَهُ المَرَدَّ إِلَى جَنَّتِهِ، فَأَهْبَطَهُ إِلَى دَارِ الَبَلِيَّةِ، وَتَنَاسُلِ الذُّرِّيَّةِ. [اختيار الاَنبياء]وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبيَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ وَعَلَى تَبْليغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ، فَجَهِلُوا حَقَّهُ، واتَّخَذُوا الاََْنْدَادَمَعَهُ، وَاجْتَالَتْهُمُالشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرفَتِهِ، وَاقتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ، فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْمِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ:مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ، وَمِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ، وَمَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ، وَآجَالٍ تُفْنِيهمْ، وَأَوْصَابٍتُهْرِمُهُمْ، وَأَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُخْلِ اللهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ كِتَابٍ مُنْزَلٍ، أَوْ حُجَّةٍ لاَزِمَةٍ، أَوْ مَحَجَّةٍقَائِمَةٍ، رُسُلٌ لا تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ، وَلاَ كَثْرَةُ المُكَذِّبِينَ لَهُمْ: مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ، أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ.عَلَى ذْلِكَ نَسَلَتِالقُرُونُ، وَمَضَتِ الدُّهُورُ، وَسَلَفَتِ الاَْباءُ، وَخَلَفَتِالاََْبْنَاءُ. [مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ] إِلَى أَنْ بَعَثَ اللهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله لاِِِنْجَازِ عِدَتِهِوَتَمامِ نُبُوَّتِهِ، مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ، مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلادُهُ. وَأهْلُ الاََْرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وَأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ، وَطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ، بَيْنَ مُشَبِّهٍ للهِِ بِخَلْقِهِ، أَوْ مُلْحِدٍفي اسْمِهِ، أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرهِ، فَهَدَاهُمْ بهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَأَنْقَذَهُمْ بمَكانِهِ مِنَ الجَهَالَةِ.ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لُِمحَمَّدٍصلىاللهعليه لِقَاءَهُ، وَرَضِيَلَهُ مَا عِنْدَهُ، فَأَكْرَمَهُ عَنْ دَارِالدُّنْيَا، وَرَغِبَ بِهَ عَنْ مُقَارَنَةِ البَلْوَى، فَقَبَضَهُإِلَيْهِ كَرِيماً، وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الاََْنْبيَاءُ في أُمَمِها، إذْ لَم يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً، بِغَيْر طَريقٍ واضِحٍ، ولاَعَلَمٍضچ قَائِمٍ. [القرآن والاَحكام الشرعية] كِتَابَ رَبِّكُمْ [فِيكُمْ:] مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ، وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُمُفَسِّراً جُمَلَهُ، وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ. بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ، وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ في جَهْلِهِ وَبَيْنَ مُثْبَتٍ في الكِتابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُومٍ في السُّنَّهِ نَسْخُهُ، وَوَاجبٍ في السُّنَّةِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ في الكِتابِ تَرْكُهُ، وَبَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ، وَزَائِلٍ في مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ، مِنْ كَبيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ، أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُغُفْرَانَهُ، وَبَيْنَ مَقْبُولٍ في أَدْنَاهُ، ومُوَسَّعٍ في أَقْصَاهُ.و[منها:] في ذكر الحجوَفَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الحَرَامِ، الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلاََْنَامِ، يَرِدُونَهُ وُرُودَ الاََنْعَامِ، وَيأْلَهُونَ إِلَيْهِوُلُوهَ الحَمَامِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَةً لِتَوَاضُعِهمْ لِعَظَمَتِهِ، وَإِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ، وَاخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ، وَصَدَّقُوا كَلِمَتِهُ، وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ، وَتَشَبَّهُوا بمَلاَئِكَتِهِ المُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ، يُحْرِزُونَ الاَْرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ، وَيَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ لِلاِِسْلامِ عَلَماً، وَلِلْعَائِذِينَ حَرَماً، فَرَضَ حَجَّهُ، وَأَوْجَبَ حَقَّهُ، وَكَتَبَ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: .
ومن خطبة له عليه السلاميذكر فيها ابتداءَ خلق السماءِ والاََرض، وخلق آدم عليه الصلاة والسلام[وفيها ذكر الحج] [وتحتوي على حمد الله، وخلق العالم، وخلق الملائكة، واختيار الاَنبياء، ومبعث النبي، والقرآن، والاَحكام الشرعية:]الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِقَبِقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَبِالصُّخُورِ مَيَدَانَأَرْضِهِأَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الاِِْخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الاِِْخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّها غَيْرُ المَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ،فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ،وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَد جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ،[وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أشَارَ إِلَيْهِ،] وَمَنْ أشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ قَالَ: «فِيمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ: «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ.كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ، مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُقَارَنَةٍ، وَغَيْرُ كُلِّ شيءٍ لا بِمُزَايَلَةٍ فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالاَْلةِ، بَصِيرٌ إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بهِ وَلاَ يَسْتوْحِشُ لِفَقْدِهِ. [خلق العالم] أَنْشَأَ الخَلْقَ إنْشَاءً، وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً، بِلاَ رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا وَلاَ تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا، وَلاَ حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا، وَلاَ هَمَامَةِ نَفْسٍاظْطَرَبَ فِيهَا. أَحَالَ الاَْشياءَ لاََِوْقَاتِهَا، وَلاَََمَبَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا، وَغَرَّزَ غَرائِزَهَا وَأَلزَمَهَا أشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانْتِهَائِهَا، عَارفاً بِقَرَائِنِهاوَأَحْنَائِهَاثُمَّ أَنْشَأَ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَتْقَ الاََْجْوَاءِ، وَشَقَّ الاََْرْجَاءِ، وَسَكَائِكَالَهوَاءِ، فأَجازَ فِيهَا مَاءً مُتَلاطِماً تَيَّارُهُ مُتَراكِماً زَخَّارُهُ حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ، وَالزَّعْزَعِالْقَاصِفَةِ، فَأَمَرَها بِرَدِّهِ، وَسَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ، وَقَرنَهَا إِلَى حَدِّهِ، الهَوَاءُ مِنْ تَحْتِها فَتِيقٌ وَالمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا وَأَدَامَ مُرَبَّهَا وَأَعْصَفَ مَجْرَاها، وَأَبْعَدَ مَنْشَاهَا، فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ المَاءِالزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ البِحَارِ،فَمَخَضَتْهُباً مَخْضَ السِّقَاءِ، وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالفَضَاءِ، تَرُدُّ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهُعَلَى مَائِرِهِ حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ فَرَفَعَهُ فِي هَوَاءٍ مُنْفَتِقٍ، وَجَوٍّ مُنْفَهِقٍ فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَموَاتٍ، جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً وَعُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً، وَسَمْكاً مَرْفُوعاً، بِغَيْر عَمَدٍ يَدْعَمُهَا، وَلا دِسَارٍيَنْظِمُها. ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزينَةِ الكَوَاكِبِ، وَضِياءِ الثَّوَاقِبِ وَأَجْرَى فِيها سِرَاجاً مُسْتَطِيراًاً، وَقَمَراً مُنِيراً: في فَلَكٍ دَائِرٍ، وَسَقْفٍ سَائِرٍ، وَرَقِيمٍمَائِرٍ. [خلق الملائكة]ثُمَّ فَتَقَ مَا بَيْنَ السَّمواتِ العُلاَ، فَمَلاَََهُنَّ أَطْواراً مِنْ مَلائِكَتِهِ: مِنْهُمْ سُجُودٌ لاَيَرْكَعُونَ، وَرُكُوعٌ لاَ يَنْتَصِبُونَ، وَصَافُّونَلاَ يَتَزَايَلُونَ وَمُسَبِّحُونَ لاَ يَسْأَمُونَ، لاَ يَغْشَاهُمْ نَوْمُ العُيُونِ، وَلاَ سَهْوُ العُقُولِ، وَلاَ فَتْرَةُ الاََبْدَانِ، ولاَ غَفْلَةُ النِّسْيَانِ. وَمِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْيِهِ، وأَلسِنَةٌ إِلَى رُسُلِهِ، وَمُخْتَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَأَمْرهِ. وَمِنْهُمُ الحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ، وَالسَّدَنَةُلاََِبْوَابِ جِنَانِهِ. وَمِنْهُمُ الثَّابِتَةُ في الاََْرَضِينَ السُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ، وَالمَارِقَةُ مِنَ السَّماءِ العُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ، والخَارجَةُ مِنَ الاََْقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ، وَالمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ العَرْشِ أَكْتَافُهُمْ، نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصارُهُمْ، مُتَلَفِّعُونَتَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ، مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مِنْ دُونَهُمْ حُجُبُ العِزَّةِ، وَأسْتَارُ القُدْرَةِ، لاَ يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بالتَّصْوِيرِ، وَلاَ يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ المَصْنُوعِينَ، وَلاَ يَحُدُّونَهُ بِالاََْماكِنِ، وَلاَ يُشِيرُونَ إِلَيْهِبِالنَّظَائِرِ.منها: في صفة خلق آدم عليه السلامثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِالاََْرْضِ وَسَهْلِهَا، وَعَذْبِهَا وَسَبَخِهَا تُرْبَةً سَنَّهَا بالمَاءِحَتَّى خَلَصَتْ، وَلاَطَهَابِالبَلَّةِحَتَّى لَزَبَتْ فَجَبَلَ مِنْها صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍوَوُصُولٍ، وَأَعْضَاءٍ وَفُصُولٍ: أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ، وَأَصْلَدَهَاحَتَّى صَلْصَلَتْ لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ، وَأجَلٍ مَعْلُومٍثُمَّ نَفَخَ فِيها مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْإِنْساناً ذَا أَذْهَانٍ يُجيلُهَا، وَفِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا، وَجَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا وَأَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا، وَمَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، والاََذْوَاقِ والَمشَامِّ، وَالاََْلوَانِ وَالاََْجْنَاس، مَعْجُوناً بطِينَةِ الاََْلوَانِ الُمخْتَلِفَةِ، وَالاََشْبَاهِ المُؤْتَلِفَةِ، وَالاََْضْدَادِ المُتَعَادِيَةِ، والاََْخْلاطِ المُتَبَايِنَةِ، مِنَ الحَرِّ والبَرْدِ، وَالبَلَّةِ وَالْجُمُودِ، وَالْمَساءَةِ وَالسُّرُورِ، وَاسْتَأْدَى اللهُ سُبْحَانَهُ المَلائكَةَ وَدِيعَتَهُ لَدَيْهِمْ، وَعَهْدَ وَصِيَّتِهِ إِلَيْهمْ، في الاِِْذْعَانِ بالسُّجُودِ لَهُ، وَالخُنُوعِ لِتَكْرِمَتِهِ،فَقَالَ عزَّمِن قائِلٍ: وَقَبِيلَهُ، اعْتَرَتْهُمُ الحَمِيَّةُ، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِمُ الشِّقْوَةُ، وَتَعَزَّزُوا بِخِلْقَةِ النَّارِ، وَاسْتَوْهَنُوا خَلْقَ الصَّلْصَالِ، فَأَعْطَاهُ اللهُ تَعالَى النَّظِرَةَ اسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ، وَاسْتِتْماماً لِلْبَلِيَّةِ، وَإِنْجَازاً لِلْعِدَةِ، فَقَالَ: . ثُمَّ أَسْكَنَ سُبْحَانَهُ آدَمَ دَاراً أرْغَدَ فِيهَاعَيْشَهُ، وَآمَنَ فِيهَا مَحَلَّتَهُ، وَحَذَّرَهُ إِبْلِيسَ وَعَدَاوَتَهُ، فَاغْتَرَّهُعَدُوُّهُ نَفَاسَةً عَلَيْهِ بِدَارِ الْمُقَامِ، وَمُرَافَقَةِ الاََْبْرَارِ، فَبَاعَ الْيَقِينَ بِشَكِّهِ، وَالعَزِيمَةَ بِو
چهارشنبه 02 بهمن 1392 - 16:32
ارسال پیام نقل قول تشکر گزارش
admin-amirreza
آفلاین




ارسال‌ها: 36
عضویت: 24 /10 /1392
شناسه یاهو:
تشکر شده: 2
امام علی علیه السلام فرمود:
RE : 1
از سخنان امام(ع)در مورد آفرينش آسمان و زمين و آدم كه در آن ذكر حج نيزآمده است.«در اين خطبه از ستايش خداوند،آفرينش جهان،فرشتگان،و گزينش انبياء،بعثت‏پيامبر(ص) و از قرآن و احكام شرع سخن به ميان آمده است‏».هرگز كنه ذاتش درك نشود:ستايش مخصوص خداوندى است كه ستايشگران از مدحش عاجزند[1]و حسابگران‏زبردست نعمتهايش را احصاء نتوانند كرد،و كوشش كنندگان هر چند خويش را خسته‏كنند حقش را ادا نتوانند نمود،هم او است كه افكار بلند ژرف انديش،كنه ذاتش رادرك نكنند[2].و غواصان درياى علوم و دانشها،دستشان را از پى بردن به كمال هستيش‏كوتاه گردد،يعنى آنكس كه براى صفاتش حدى نيست و اوصاف كمالش را توصيف‏نتوان كرد،و براى ذاتش وقتى معين،و سرآمدى مشخص نتوان تعيين نمود،مخلوقات‏را با قدرتش آفريد،بادها را با رحمتش به حركت آورد،و اضطراب و لرزش زمين‏را به وسيله كوهها،آرامش بخشيد.[3]و[4]نخست‏شناسائى خدا:سرآغاز دين معرفت او است،[5]و كمال معرفتش تصديق ذات او،و كمال تصديق‏ذاتش توحيد و شهادت بر يگانگى او است،و كمال توحيد و شهادت بر يگانگيش اخلاص‏است،و كمال اخلاصش آن است كه وى را از صفات ممكنات پيراسته دارند،چه اينكه‏هر صفتى گواهى مى‏دهد كه غير از صفت موصوف است و هر موصوفى شهادت مى‏دهد كه‏غير از صفت است، آنكس كه خداى را(به صفات ممكنات)توصيف كند وى را به چيزى‏مقرون دانسته،و آن كس كه وى را مقرون به چيزى قرار دهد،تعدد در ذات او قائل شده،و هر كس تعدد در ذات او قائل شود،اجزائى براى او تصور كرده،و هر كس اجزائى براى‏او قائل شود وى را نشناخته است. و كسى كه او را نشناسد،[6]به سوى او اشاره مى‏كند،و هر كس به سويش اشاره كند،برايش حدى تعيين كرده،و آن كه او را محدود بداند،وى را به شمارش آورده،و آن كس‏كه بگويد خدا در كجا است؟وى را در ضمن چيزى تصور كرده،و هر كس بپرسد بر روى‏چه قرار دارد؟جائى را از او خالى دانسته،همواره بوده است و از چيزى به وجود نيامده،و وجودى است كه سابقه عدم براى او نيست،با همه چيز هست اما نه اينكه قرين آن باشد،[7]و مغاير با همه چيز است، اما نه اينكه از آن بيگانه و جدا باشد،انجام دهنده است،اما نه به آن معنى كه حركات و ابزارى داشته باشد،بينا است‏حتى در آن زمانى كه موجودقابل رؤيتى وجود نداشت،تنها است زيرا كسى وجود نداشته تا به او انس گيرد،و از فقدانش‏ترسان و ناراحت‏شود.آفرينش جهان:خلق را ايجاد نمود و بدون نياز به انديشه،و فكر و استفاده از تجربه،آفرينش راآغاز كرد،و بى‏آنكه حركتى ايجاد كند و تصميم آميخته با اضطرابى در او راه داشته باشد،جهان را ايجاد نمود،پديد آمدن هر يك از موجودات را بوقت مناسب خود موكول ساخت‏و در ميان موجودات،با طبايع متضاد هماهنگى برقرار نمود،[8]و در هر كدام،طبيعت‏و غريزه مخصوص به خودشان آفريد،و آن غرائز را ملازم و همراه آنها گردانيد،او پيش‏از آنكه آنها را بيافريند،از تمام جزئيات و جوانب آنها آگاه بود،و به حدود و پايان آنهااحاطه داشت،و به اسرار درون و برون آنها آشنا بود.پس از آن خداوند طبقات جو را ازهم گشود،[9]و اطراف آن را باز كرد و فضاهاى خالى ايجاد نمود،و در آن آبى كه‏امواج متلاطم آن روى هم مى‏غلطيد،جارى ساخت، و آن را بر پشت‏بادى شديد،و طوفانى‏كوبنده حمل نمود،پس از آن باد را به باز گرداندن آن فرمان داد،و بر نگهداريش آن رامسلط ساخت،و به حدى كه بايد،مقرون نمود،فضاى خالى در زير آن گشوده و آب دربالاى آن در حركت‏بود،سپس خداوند طوفانى برانگيخت كه جز متلاطم ساختن آن آب كارديگرى نداشت،و بطور مداوم امواج آب را در هم مى‏كوبيد، طوفان بشدت مى‏وزيد،و از نقطه‏اى دور سرچشمه مى‏گرفت‏بعد از آن به آن فرمان داد تا آبهاى متراكم و امواج عظيم آب رابر هم زند،و امواج اين درياها را به هر سو بفرستد،پس آن را همانند مشكى به هم زد.و با همان شدت كه در فضا مى‏وزيد بر امواج آب نيز حمله‏ور شد،از اولش برمى‏داشت وبه آخرش فرو مى‏ريخت،و قسمتهاى ساكن آب را به امواج متحرك مى‏پيوست،آبها روى‏هم انباشته شدند،و همچون قله كوه بالا آمدند،و امواج روى آب كفهائى بيرون فرستادو آن را در هواى باز و جوى وسيع بالا برد،و از آن هفت آسمان را پديد آورد، آسمان‏پائين را همچون موج مهار شده،و آسمان برترين را همچون سقفى محفوظ و بلند قرارداد،بدون اينكه نياز به ستونى براى نگهدارى آن باشد،و نه ميخهائى كه آن را به بندد، سپس آسمان پائين را به وسيله كواكب و نور ستارگان درخشان زينت‏بخشيد و در آن‏چراغى روشنى بخش و ماهى نور افشان به جريان انداخت،كه در مدارى متحرك و صفحه‏اى‏جنبنده بگردند.[10]آفرينش فرشتگان:پس آنگاه آسمانهاى بالا را از هم گشود،و مملو از فرشتگان مختلف ساخت،[11]گروهى از آنان هميشه به سجده‏اند و ركوع ندارند،و يا به ركوعند و قيام نمى-كنند،و يا در صفوفى كه هرگز از هم پراكنده نمى‏گردد قرار دارند،و يا همواره تسبيح مى‏گويندو هرگز خسته نمى‏شوند، هيچگاه خواب چشمان آنها را نمى‏پوشاند،و عقول آنها گرفتارنسيان و سهو نمى‏گردد،بدن آنها به سستى نمى‏گرايد،و غفلت و نسيان بر آنان عارض‏نمى‏شود.و گروهى ديگر امينان وحى او،و زبان او به سوى پيامبرانند،و پيوسته براى‏رساندن حكم و فرمانش در رفت و آمدند.و جمعى ديگر حافظان بندگان اويند و دربانان بهشت او،بعضى از آنها پايشان درطبقات پائين زمين ثابت،و گردنهاشان از آسمان بالا گذشته،و اركان وجودشان ازاقطار جهان بيرون رفته و كتفهاى آنها براى حفظ پايه‏هاى عرض خدا آماده است،و در برابرعرش او،سر را پائين افكنده‏اند و در زير آن بالها را به خود پيچيده‏اند،در ميان آنها با كسانى‏كه در مراتب پائينتر قرار دارند حجاب عزت و پرده‏هاى قدرت فاصله انداخته،هرگزپروردگار خود را با نيروى وهم تصوير نكنند،و صفات مخلوقان را براى او قائل نشوند،هرگز وى را در مكانى محدود نمى‏سازند،و با چشم به او اشاره نمى‏كنند!. آفرينش آدم:سپس خداوند مقدارى خاك از قسمتهاى سخت و نرم زمين،و خاكهاى مستعد،شيرين‏و شوره زار آن گرد آورد و آب بر آن افزود تا گلى خالص و آماده شد،و با رطوبت آن رابهم آميخت تا به صورت موجودى چسبناك درآمد[12]،و از آن صورتى داراى اعضاء و جوارح‏پيوستگيها،و گسستگيها آفريد،آن را جامد كرد تا محكم شود و صاف و محكم و خشك ساخت‏تا وقتى معلوم و سرانجامى معين.و آنگاه از روح خود در او دميد،پس به صورت انسانى‏داراى نيروى عقل كه وى را به تكاپو مى‏اندازد در آمد،و داراى افكارى كه به وسيله آن درموجودات تصرف نمايد.به او جوارحى بخشيد كه به خدمتش پردازد و ابزارى عنايت كرد كه‏وى را به حركت آورد،نيروى انديشه،به او بخشيد كه حق را از باطل بشناسد،و همچنين‏ذائقه،شامه و وسيله تشخيص رنگها و اجناس مختلف در اختيار او قرار داد،او را معجونى ازرنگهاى گوناگون و مواد موافق و نيروهاى متضاد و اخلاط مختلف:حرارت،برودت،رطوبت،و يبوست و ناراحتى و شادمانى ساخت.سپس خداوند از فرشتگان خواست كه وديعه‏الهى و عمل به پيمانى را كه با او داشتند،در مورد سجود در برابر آدم و خضوع به عنوان‏بزرگداشت او،اداء نمايند آنجا كه فرموده است:«براى آدم سجده كنيد!پس آنها همه سجده كردند،مگر ابليس!»(بقره-34.)[13]و همدستانش كه كبر و نخوت آنان را فرا گرفت،و شقاوت و بدبختى بر آنان غلبه‏نمود،به آفرينش خود از آتش افتخار نمودند،و به خلقت آدم از گل و خاك توهين كردند،پس خداوند براى اينكه آزمايشش كامل شود،و وعده‏اى كه به وى داده منجز گردد،به او مهلت‏عطا كرد و فرمود:«تا روز معلوم مهلت داده شدى‏»(حجر-38 .آدم در بهشت:سپس خداوند آدم را در خانه‏اى سكنى بخشيد كه زندگيش را در آن‏گوارا و پر بركت قرار داد،[14]جايگاه او را امن و امان كرد،و او را از ابليس و عداوت وى‏بر حذر داشت،اما دشمن بالاخره او را فريب داد به خاطر اينكه بر او حسادت مى‏ورزيد و ازاينكه او در سراى پايدار،و همنشين نيكان است ناراحت‏بود،آدم يقين خود را به شك و وسوسه‏او فروخت،و تصميم راسخ را با گفته سست او مبادله كرد،و به خاطر همين موضوع،شادى خودرا مبدل به ترس و وحشت‏ساخت،و فريب برايش پشيمانى به بار آورد.پس از آن خداونددامنه توبه را برايش گسترد،كلمات رحمتش را به او القاء نمود،بازگشت‏به بهشت را به وى وعده‏داد،و او را به سراى آزمايش و جايگاه توالد و تناسل فرو فرستاد.رسالت پيامبران براى استخراج گنجهاى عقول:از ميان فرزندان او پيامبرانى برگزيد،و پيمان وحى را از آنان گرفت،و از آنها خواست‏كه امانت رسالتش را به مردم برسانند در زمانى كه اكثر مردم پيمان خدا را تبديل كرده بودند و حق‏او را نمى‏شناختند.و همتا و شريكانى براى او قرار داده بودند،و شياطين آنها را از معرفت‏خدا باز داشته،و از عبادت و اطاعتش آنها را جدا نموده بودند،پيامبرانش در ميان آنها مبعوث‏ساخت، و پى در پى رسولان خود را به سوى آنان فرستاد،تا پيمان فطرت را از آنان مطالبه‏نمايند[15]و نعمتهاى فراموش شده را به ياد آنها آورند و با ابلاغ دستورات خدا حجت‏را بر آنها تمام كنند، گنجهاى پنهانى عقلها را آشكار سازند،و آيات قدرت خداى را به آنان‏نشان دهند:آن سقف بلند پايه آسمان كه بر فراز آنها قرار آنها قرار گرفته،و اين گاهواره زمين‏كه در زير پاى آنها گسترده،و وسائل معيشتى كه آنها را زنده نگهميدارد،و اجلهائى كه آنها رافانى مى‏سازد،و مشكلات و رنجهائى كه آنها را پير مى‏كند،و حوادثى كه پى در پى برآنان وارد مى‏گردد،[همه اينها را به آنها گوشزد كنند).خداوند هرگز بندگان خود را،از پيامبران مرسل،و كتب آسمانى و يا دليلى قاطع‏و يا راهى صاف و مستقيم خالى نگذارده،پيامبرانى كه با كمى نفراتشان و فراوانى دشمنان‏و تكذيب كنندگان،هرگز در انجام وظائف خود كوتاهى نمى‏كردند،پيامبرانى كه بعضى‏بشارت به ظهور پيغمبر آينده دادند،و بعضى به خاطر پيامبر پيشين شناخته شده بودند.عصر بعثت محمد(ص):به همين حال قرنها گذشت،و روزگاران سپرى شد،پدران در گذشتند و فرزندان‏جانشين آنها گرديدند،تا اينكه خداوند سبحان،براى وفاى به وعده خود،و كامل‏گردانيدن نبوت،محمد(ص) رسول خويش را مبعوث ساخت كسى كه از همه پيامبران‏براى بشارت به آمدنش پيمان گرفته شده بود،نشانه‏هايش مشهور و ميلادش پسنديده بود،در آن روز(كه او قدم به جهان گذارد)مردم زمين داراى مذاهب پراكنده(16]و خواسته‏هاى ضد و نقيض،و جمعيتهائى متشتت‏بودند،عده‏اى خداى را به مخلوقش تشبيه مى‏كردند،گروهى ملحد بودند،و جمعى معبودهاى ديگرى غير از خداى يگانه داشتند،اما او آنها رااز گمراهى نجات داد و هدايت نمود، و با موقعيت‏خود آنان را از جهالت نجات بخشيد.سپس خداى سبحان لقاى خويش را براى محمد(ص)اختيار كرد و آنچه را نزد خودداشت، براى او پسنديد،او را با انتقال از دنيا گرامى داشت،و از گرفتارى با مشكلات‏نجات داد،وى را در نهايت احترام قبض روح كرد و به سوى خويش فرا خواند،او هم‏آنچه را كه انبياى پيشين براى امت‏خود گذارده بودند،در ميان امت‏خويش به جاى‏گذاشت(كتاب خدا و اوصياى خويش را ميان آنان قرار داد)زيرا آنها هرگز امت‏خودرا مهمل و بى‏سرپرست رها نساختند و بدون اينكه راهى روشن و دانشى پايدار به آنها بدهنداز ميان آنان بيرون نرفتند.قرآن و احكام دينى:هم اكنون كتاب پروردگار شما در ميان شما است،حلال و حرامش آشكار و فريضه‏هاو مستحبات و ناسخ و منسوخ،و مباح و ممنوع،خاص و عام،پندها و مثلها،مطلقها ومحدودها، محكمات و متشابهاتش همه معلوم است،مجملات آن به بركت محكمات وآيات روشن،تفسير شده،نكات پيچيده آن(در پرتو آيات ديگر)واضح است و آنچه راكه پيمان معرفت آن از همه گرفته شده،معلوم است. و نيز آنچه بندگان موظف به آگاهى از آن نيستند(مانند كنه ذات خدا)آشكار است،قسمتى از احكام در كتاب خدا(براى مدتى محدود)الزام شده و ناسخ آن در سنت پيامبرآمده،و بعضى در سنت واجب شده در حاليكه قبلا در كتاب خدا(براى مدت محدودى)ترك آن مجاز بوده،و بعضى در اوقات معينى واجب است و بعضى وجوب آن در آينده‏از بين رفته است،محرمات آن از هم جدا است:يك قسمت،گناهان كبيره است كه‏كيفرش را آتش قرار داده،و قسمتى صغيره است كه غفرانش را براى آن مهيا ساخته،و برخى انجام كمش مقبول و مراحل بيشترش در وسعت.حج‏خانه خدا نشانه عظمت اسلام!(قسمتى از اين خطبه است كه در مورد حج‏بيان فرموده):حج‏بيت الحرام را بر شما واجب كرده و همان خانه‏اى كه آن را قبله مردم قرارداده است:كه همچون تشنه كامانى كه به آبگاه مى‏روند،به سوى آن رو مى‏آورند،وهمانند كبوتران به آن پناه مى‏برند:خداوند آن را مظهر تواضع مردم در برابر عظمتش،وتسليم آنان در مقابل عزتش قرار داده،و از ميان مخلوقش شنوندگانى را برگزيده كه دعوت‏او را به سوى اين خانه اجابت كنند،و سخنش را تصديق نمايند،و در مواقف پيامبران قرارگيرند،همچون فرشتگان كه به گرد عرش مى‏گردند،به گرد آن طواف كنند،و سودهاى‏فراوان در اين تجارتخانه‏ى عبادت بدست آورند،و به سوى ميعادگاه آمرزشش بشتابند،خداوند متعال اين خانه‏ى خود را پرچمى براى اسلام قرار داد[17]و حرم امنى براى‏پناهندگان به آن،بجا آوردن حج آن را از فرائض شمرده،و اداى حق آن را واجب كرد،و بر همه شما مقرر داشت كه به زيارت آن برويد و فرمود:«آنكس كه استطاعت رفتن به خانه‏خدا داشته باشد،حج‏بر او فرض است،و آن كس كه كفر ورزد خداوند از همه جهانيان بى-نياز است‏» (16-آل عمران-97 .)توضيح‏ها:[1]-اين خطبه را«بحار الانوار»از كتاب‏«الحكمة و المواعظ‏»على بن‏محمد واسطى،و شيخ ابو منصور احمد بن على بن ابيطالب طبرسى در كتاب‏«احتجاج‏»چاپ جديد جلد 1 صفحه 294 و قسمتى از آن را شيخ كمال الدين‏محمد بن طلحه شافعى در كتاب‏«مطالب السؤال‏»كه از كتب معروف اهل تسنن‏است،نقل كرده‏اند.(مستدرك و مدارك نهج البلاغه صفحه‏236 نوشته هادى كاشف الغطاءطبع بيروت).و ما در شرح بسيارى از خطبه‏ها اسناد آنها را از كتب ديگر(غير از نهج‏البلاغه)مى‏آوريم تا روشن گردد تنها«سيد رضى‏»رحمة الله عليه نيست كه اين‏خطبه‏ها را نقل كرده است.[2]لا يبلغ مدحته(ستايشگران از مدحش عاجزند)انسان از نظر نيروى‏فكرى و جسمى محدود است،بهمين جهت نمى‏تواند ستايش خداوند را آن‏چنان كه بايد بگويد،و نه نعمتهاى بى‏شمارش را بشمارد،و نه بطور كامل اداى‏وظيفه نمايد.[3]-لا يدركه بعد الهمم(كنه ذاتش درك نشود)ذات نامحدود خداوندرا با افكار انسانى نمى‏توان،درك كرد،و مقصود از جمله الذى ليس لصفته...»اين است كه خداوند چون وجودى است‏بى‏پايان صفات او نيز نامحدود است،و حد و مرزى براى آنها تصور نمى‏توان كرد.[4]و وتد بالصخور(لرزش زمين را آرامش بخشيد)مقصود امام(ع)اين است كه كوهها حركات مضطربانه زمين را كنترل مى‏كنند،و از نظر علوم طبيعى نيز ثابت است كه كوهها همانند ميخها در دل زمين فرو رفته و باعث‏پيوستگى قشرهاى مختلف زمين و پيشگيرى از لرزشهاى آن هستند،و اگر كوههااز ريشه پنجه در هم نمى‏افكندند و همچون زرهى قشر زمين را نگاه نمى-داشتند فشار درونى از يكسو و تاثير جزر و مد ناشى از جاذبه ماه از سوى ديگرآرامش را از ساكنان زمين سلب مى‏كرد.[5]اول الدين معرفته،(سر آغاز دين شناسائى او است)ريشه تمام‏مسائل مذهبى به عقائد،باز مى‏گردد و تمام عقائد،از معرفت و شناسائى خداو صفات او سرچشمه ميگيرد،بنابر اين سرآغاز تمام برنامه‏ها و تعليمات دينى‏همان شناسائى او است.[6]و من جهله....(كسيكه او را نشناسد...)لازمه شناختن واقعى‏خداوند اين است كه او را در رديف مخلوقات،و موصوف به صفت آنها قرارندهند،و با اشاره حسى به او اشاره نكنند،بديهى است اگر با اشاره حسى به‏او اشاره كنيم مفهومش اين است كه او را محدود و قابل شمارش و عدد شناخته‏ايم‏و اين با خداشناسى واقعى هرگز سازگار نيست.[7]مع كل شى:(با همه چيز است)همراه بودن خداوند با موجودات‏عالم به معنى مقارنه دو جسم با يكديگر نيست،بلكه همراهى او بمعنى احاطه‏وجودى و حافظيت و قاهريت اوست.[8]و لائم بين مختلفاتها.[]:(همآهنگى برقرار كرد)ممكن است‏يك‏تفسير اين جمله اين باشد كه جهان ماده را از اتم به وجود آورده،كه داراى قسمتهاى مثبت و منفى است و اين هر دو در عين اينكه در دو قطب متقابل قرار دارندبا هم سازش كرده و ساختمان اتم را به وجود آورده‏اند.[9]ثم انشاء سبحانه فتق الاجواء:(طبقات جو را هم از هم گشود)در اين‏قسمت امام(ع)به چگونگى آفرينش جهان پرداخته كه در ابتدا فضا و جو و هوارا آفريده،و آبى در آن به وجود آورده،و بادها را فرمان داده است تا آنهارا به شدت به هم بزنند،تا آنجا كه كفهائى روى آب قرار گرفته و آسمانها رابا چنين وضعى به وجود آورده است.از نظر دانشمندان امروز پيدايش جهان به اين صورت است كه:ابتداتوده‏اى گاز بوده و سپس با حركت دورانى كه داشته به حلقه‏هاى مختلفى تقسيم‏شده،و از هم جدا گرديده‏اند،و شايد تعبير امام(ع)به آب و كفهاى روى‏آب،اشاره بهمين مطالب باشد زيرا توده‏هاى گاز آنچنان فشرده و متكائف‏بودند،كه شباهت‏به مواد مذاب داشتند.از اين مواد آنها كه سبكتر بودند دربالا قرار داشتند و مواد سنگينتر در درون و زير،اين همان چيزى است كه ازآن تعبير به كفهاى روى آب شده است كه پس از جدائى از توده مركزى كرات‏آسمان را تشكيل دادند.[10]همانطور كه سابقا نيز اشاره كرديم پيدايش كرات آسمانى از آب‏نه به معنى پيدايش از همين آبهاى معمولى است‏بلكه منظور مواد مذابى است‏كه كرات آسمانى را ساخته است و بنابراين امواجى هم كه به وجود آمدند درهمين مواد مذاب بودند،و منظور از هفت آسمان، هفت جهان بزرگ است‏كه مجموعه جهانى كه ما در آن زندگى مى‏كنيم و تمام كراتى كه با چشم ووسائل مختلف ديده مى‏شود يكى از آنها و پائينترين آنها است،به همين دليل‏مى‏فرمايد:«آسمان پائين را به وسيله كواكب و نور ستارگان درخشان زينت‏بخشيد»و اما اينكه مى‏فرمايد:«آسمان برترين را همچون سقفى محفوظ وبلند قرار داد بدون اينكه نياز به ستونى داشته باشد»ممكن است اشاره به‏قانون جاذبه بوده باشد،كه عوالم بالا را در محل خود نگاه مى‏دارد،بدون اينكه‏ستونى مرئى در ميان باشد.[11]فملاهن اطوارا..:(مملو از فرشتگان ساخت)در اينجا امام(ع)به دسته‏هاى مختلف فرشتگان اشاره فرموده است،و شايد بتوان استفاده كرد كه مقصود از بعضى از گروههاى فرشتگان نيروهائى‏است كه خداوند در جهان آفرينش قرار داده است همانند اين قسمت:«منهم الثابتة فى الارضين السفلى اقدامهم...»:«گروهى از آنها درطبقات پائين زمين پاهايشان ثابت است و سرهاى آنها در آسمانها است‏»كه‏ممكن است اشاره به نيروى جاذبه عمومى باشد و اين منافات با اين حقيقت‏ندارد كه گروهى از فرشتگان موجوداتى عاقل و صاحب درك و شعورند و ياواسطه وحى مى‏باشند.[12]در مورد پيدايش آدم در محافل علمى امروز بيشتر روى فرضيه‏تكامل تكيه مى‏شود و طرفداران آن معتقدند كه اگر چه از خاك پيدا شده است‏ولى چنان نبوده كه ميان آدم و خاك فاصله‏اى نباشد،بلكه با آب آميخته شد وتدريجا تركيباتى به وجود آمد كه شبيه تركيب نخستين سلولهاى موجود زنده‏بوده سپس نخستين موجود زنده به صورت يك موجود تك سلولى پيدا شد و تدريجاتكامل يافت تا به صورت حيوانات مختلف در آمد و آخرين مرحله تكامل آن‏همين نوع انسان است كه مشاهده مى‏كنيم.ولى بايد توجه داشت كه اولا فرضيه تكامل جانداران هنوز يك فرضيه‏و تئورى است و به عنوان يك قانون علمى،اثبات نشده است و تمام قرائنى كه براى اثبات آن ذكر شده از حدود قرائن ظنى تجاوز نمى‏كند(توضيح بيشتر در اين‏زمينه را در كتاب آخرين فرضيه‏هاى تكامل داده‏ايم)ثانيا عباراتى كه در اين خطبه‏درباره پيدايش آدم مى‏خوانيد همين اندازه مى‏گويد: كه آدم از خاك و آب‏به وجود آمد اما آيا در ميان آدم و خاك هيچ مرحله ديگرى نبود يا پس از طى‏مراحلى به اينجا رسيد،عبارت بالا از آن ساكت است،بنابراين فرضيه تكامل‏به فرض كه بطور قطع اثبات شود تضادى با آن نخواهد داشت.[13]سجده فرشتگان براى آدم يا براى خدا؟شكى نيست كه سجده به معنى پرستش،مخصوص خدا است و غير از خداهيچ كس شايسته پرستش نيست‏بنابراين ترديدى نخواهد بود كه فرشتگان براى‏آدم سجده پرستش نكردند، بلكه يا سجده براى خدا بخاطر آفرينش چنين‏موجود ارزنده‏اى كردند و يا اينكه براى آدم،به معنى خضوع در مقابل وى بوده‏است نه پرستش.[14]ثم اسكن سبحانه آدم...(آدم را در بهشت جاى داد)در مورد اينكه بهشتى كه آدم در آن بوده كدام است؟گر چه عده‏اى آن‏را بهشت‏برين كه وعده‏گاه همه بندگان پاك و نيك است مى‏دانند،ولى ظاهرامقصود از آن يكى از باغهاى پر نعمت و مصفا و روح‏افزا در يكى از مناطق خوش‏آب و هواى روى زمين مى‏باشد،چنانكه در بحار جلد 11 از قول امام صادق(ع)اين مطلب نقل شده است(براى توضيح بيشتر به تفسير نمونه جلد اول صفحه‏135 مراجعه فرمائيد).[15]ليستادوهم...(تا وفا به پيمان فطرت را از آنها مطالبه كنند) در اين قسمت امام(ع)به اين مطلب مى‏پردازد،كه خداوند گروه خاصى‏را از ميان انسانها برگزيده تا براى رهبرى و هدايت مردم به پا خيزند و دستورات‏الهى را به آنها برسانند و پيمان فطرت را كه خداوند از انسانها در مورد شناسائى‏خود گرفته از آنان مطالبه كنند و افكار و عقلهاى نهفته و مغلوب هوا و هوسهاى‏آنان را،بار ديگر به كار وا دارند،روشن است كه اين پيمان يك پيمان لفظى‏نبوده بلكه پيمانى بوده كه با زبان آفرينش و خلقت از انسانها گرفته شده است.[16]و اهل الارض يومئذ ملل متفرقه:(مردم زمين در آنروز داراى‏مذهبهاى پراكنده بودند) اين قسمت اشاره به معتقدات مختلف مردم عصر جاهليت است كه به عنوان‏نمونه گوشه‏اى از عقايد عرب را در ذيل خوانيد:«آنها اصناف مختلفى بودند،گروهى رستاخيز و آفريدگار را انكارمى‏كردند،مى‏گفتند:«غير از اين زندگى دنيا چيزى نيست،مى‏ميريم و زنده‏مى‏شويم،و طبيعت ما را هلاك مى‏سازد».و گروهى به آفريدگار معتقد بودند اما رستاخيز را انكار مى‏كردندو دسته ديگر به آفريدگار و نوعى زندگى پس از مرگ اعتقاد داشتند ولى‏رسالت و نبوت را منكر بودند،بت مى‏پرستيدند و آنها را شافعان خويش نزدخدا مى‏دانستند،براى بتها حج مى‏كردند و قربانى مى‏نمودند،و اكثريت‏اعراب را اين دسته تشكيل ميدادند.گروهى معتقد به تناسخ ارواح بودند و درباره بتها نيز عقايد عجيب وغريبى داشتند،بعضى آنها را شريك خدا مى‏دانستند و حتى لفظ‏«شريك‏»را هم‏بآنان اطلاق مى‏نمودند،و بعضى ديگر آنها را وسيله ميان خود و خالق‏مى‏شمردند. در ميان عرب عده‏اى هم‏«مجسمه‏»و«مشبهه‏»وجود داشتند كه خداى راجسمى مى‏دانستند كه در آسمانها قرار داشت!گروهى از اعراب آئين يهود را پذيرفته بودند همچون‏«پادشاهان يمن‏»،و عده‏اى همچون‏«بنى تغلب‏»و نصاراى نجران مسيحيت را برگزيده بودند،وجمعى نيز از صائبان و ستاره‏پرستان بودند.اما خدا پرستان و موحدان عرب گروه كمى بودند كه عبد المطلب ابو طالب‏و عبد الله از آنان مى‏باشند.(اقتباس از شرح نهج البلاغه ابن ابى الحديد جلد 1 صفحه‏117-120)[17]للاسلام علما...(يعنى خداوند خانه خويش را پرچم و نشانه‏عظمت اسلام قرار داد) چنانكه ميدانيم تا هنگامى كه پرچم ملتى برافراشته باشد دليل بقاى عظمت‏و سربلندى او است،و آن دم كه سرنگون گردد نشانه شكست و نابودى او مى-باشد،خانه كعبه براى مسلمانان نيز همين حالت را دارد،لذا امام صادق مى-فرمايد:«لا يزال الدين قائما ما قامت الكعبة‏»«تا هنگامى كه كعبه پا برجاست‏اسلام برقرار است‏».اهميت‏خانه كعبه براى مسلمانان به اندازه‏اى است كه ديگران نيز درك‏كرده‏اند،چنانكه معروف است‏«گلادستون‏»سياستمدار معروف انگليسى درمجلس عوام انگلستان اعلام كرد: «مادامى كه مسلمانان قرآن را مى‏خوانند و ازآن الهام مى‏گيرند،و مادامى كه خانه كعبه را طواف مى‏كنند و در آن اجتماع‏عظيم اسلامى شركت مى‏جويند،و مادامى كه نام محمد(ص) را هر صبح وشام برفراز ماذنه‏ها مى‏برند مسيحيت در خطر است‏»!و سخن آن دانشمند ديگركه مى‏گويد:«واى بر مسلمانان اگر معنى حج را ندانند و واى بر دنيا اگر مسلمانان معنى حج را بدانند».دليل ديگرى براى اين موضوع است
چهارشنبه 02 بهمن 1392 - 16:33
ارسال پیام نقل قول تشکر گزارش



تازه سازي پاسخ ها



برای ارسال پاسخ ابتدا باید لوگین یا ثبت نام کنید.


پرش :
صفحه اصلی | انجمن | ورود | عضویت | خوراک | نقشه | تماس با ما | طراح

این قالب توسط سایت روزیکس طراحی شده است و هر گونه پاک کردن لینک طراح پیگرد قانونی دارد !